مقامات الرحيل
بقلم : حمَّادي المُوقِت
سلا في : 23 محرم 1426
4 مارس 2005
المقامة الأولى:
ارفع يدك عني ...
إذا سقطتُ
ولا تلهت بمزاج البلوى نحوي...
وتقول إني مِت .
لا تركب طريقي ولا تبالي ...
فإني أحسب القبر بيتي
و العربَ نِقطَ حذفٍ خلف السطر ؟؟؟؟
المقامة الثانية:
هنا حواءُ ...
هنا قدري
هنا سُبحةُ شيخٍ تَلْعق أَسَامِيَ الجوعى ...
من وحل السهر...
ألا أيها الذين كم ارتخوا ؟؟؟
منذ قصيد الكهف ...
منذ حَبْو الكلام ...
منذ بابل؟؟؟
لا تحاصروني بِلُغْم الهوى...
وأنتم تتصفحون فناجن الجفون
بمأدبة السفر
لا تنحتوني على رِقاب المسافاتِ...
في حضرة المأتمِ دونما قَدَرْ.
المقامة الثالثة:
هنا ياسفري
أراها قرب الحكي
تمشي رويد الشذو
تنام خلف الفجرِ
وحدها وحيدةً دونما صحبِ
تُؤنِسها أيام لم تولد إلا بعدي
ولغتي تَحضُنُها كخندق ينسِف اليُتم من آياتٍ تسري..
بين الذل وآخر الهجر.
المقامة الرابعة:
هنا يا بغداد ....
هنا الصمت ينعي قيود الشهوةِ فيكِ
كما لو تجدينني أضاجعك زمهريرا ..
ينهكُ الحصار آخركِ
يلتحف أسمال موتي الكبير..
كي يعلن شكواه
بزغاريد التوجع على قارعة التفكير فيكِ.
هو ذا الصمت الرتيب يا أم الولد
أسفلكِ كطفلة أبعدها الصراخ عن جنازة الرؤيا
لما خِفت الدفن دونما كَفن
لما خِلتِهم يقرؤونك طلاسم الخَوَرِ :
'' نرحب بكفر يوحد بيننا
وأهلا بعد ذاك بجهنم ''
انفضيه عنك... كي تكوني امرأةً
كي تكوني بغداد ترابي
كي تكوني كما أعرفك
ونصف كوب من حضارة الورق.
المقامة الخامسة:
هو ذا الأنين
هو ذا الأنين ياحواء
يُقشِّر بسملة البنادق عنكِ..
ليُعانق راحة حسرَتَكِ ..
ولم يُعانق غسق العشاق في الرباط أو القدس هناك أو بابل أو فيكِ..
هناك يكبر السؤال ..
هناك يكبر السؤال يابغداد
ليغمِز حُلُما فضَّه الجنون والخواءْ
وأنا لازلت طفلا لم أبلغ بعدُ سن البكاءْ
أهي دموعٌ فُقِأت من أجل أن أكون وإياك الحجارة ؟
أم معزوفة " عُمَرِية" تبلل – منذ ما كان- صلواتٍ من وحي الملاك ؟
لن أفصح يابغداد..؟؟
لن أفصح ؟؟
عن موتي في حضن الغربانِ
حتى أُدخن لهم وإياك شهقة اليُتم والقلقِ
وأُذيقَهم من سكرة الموت... برب الفلقْ.
المقامة السادسة:
إن سألوك عن عنوانٍ بدعوى الوطن ...
قولي لهم :
هَاكُم الرّحِيل
والحسوه رغيفا كيفما تُرِيدُون ...
حيثما تريدون...
إلا أن تزرعوه بدمائنا خلف أجنحة الماءْ
لن أسمح لكمْ
لن أُُسَامِركم رقصة السنونو
ولن أرحل من بين خطاياكم
حتى تسألوا عن ولادة الشوك من بطن الحجر ؟
وعن الجرح حين يمسي أغنية الزيتون و الشجَر؟
المقامة السابعة:
يا اُمَّ الأرض تذكري ؟؟؟
تذكري ؟؟
أن الحب تراب ...
وأن السلام كائن "حتى مطلع الفجرِ"
فقط ...
لو بات الغراب أبيضَ كالسوادْ
يلتحِفُ آهاتِ النّجْوى دُبُرَ الصلاةْ.
هنا الحب فقط يا بغداد
وهناك السيف ...شهيدْ
هنا القمر فقط يا بغداد
وهناك الليل ...كئيب
هنا المطر فقط يا بغداد
وهناك بيني وبينَك لحنٌ يمشي
مثل مشي الغريب. |