ولاتتبعوا خطوات الشيطان
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيد الأولين والآخرين محمد المبعوث رحمة للعالمين،وبعد:
فإني أحمد الله إليكم وأسأله التوفيق لي ولكم
أحبتي في الله، هل تعرفون ماهي خطوات الشيطان؟ وكيف يوقع بنا؟؟؟؟ أعلم أنكم تعلمون ذلك، ولكن من باب وذكر فإن الذكرى تنفع المومنين....
- فأما الشيطان فإن كيده ضعيف مصداقا لقوله تعالى: إن كيد الشيطان كان ضعيفا...، فيكفيني وإخوتي الكرام أن نتعوذ بالله من الشيطان الرجيم لينزاح عن طريقنا هذا المخلوق ....
- ويريد الشيطان أن يوقع بكم ... صدق ربي جل في علاه، لكن في ماذا يريد أن يوقع بنا ؟؟؟ هذا ما سنتعرفه في الخطوات التالية:
*أولا: يريد الشيطان بكم الكفر، أي أن يخرجنا من ملة محمد صلى الله عليه وسلم، من المحجة البيضاء، من النور إلى الظلمات ....، فإن لم يستطع فالشرك، والشرك ظلم عظيم، "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك"، والشرك شركان شرك ظاهر جلي وشركان باطن خفي، فإن لم يستطع فالبدعة أقرب، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات" ...الحديث، فأما الخطوة الرابعة، فالكبيرة، كالشرك والقتل والزنى والعقوق وشهادة الزور...، وإن لم يجد في الكبيرة ضالته أوقع بنا في الصغائر وأحذركم ونفسي من الصغائر، لأن هناك الكثير من الذنوب التي نقترفها ونتجاهلها وندعي بأنها لا شيء أو أنها شيء بسيط لا يضر، ويجب أن نعلم علم اليقين أن ما اعتبرناه صغيرة عده الله من الكبائر، وما اعتبرناه من الكبائر عده الله برحمته من الصغائر.../ ومن الصغيرة والصغائر ينتقل الشيطان إلى إشغال الناس بالفاضل عن المفضول، أي إشغالنا بالنوافل عن الفرائض كأن نقيم الليل ولا نصلي الفجر....، ومن تم ينتقل إلى المباح أي يشغلنا بالمباح وفيه تضييع وقت ، أما آخر خطواته فأن يسلط علينا زبانيته ...
من هذه الخطوات أحبتي في الله تدركون كيف يتدرج الشيطان في الإيقاع بنا في بحر المعاصي والذنوب... ولو كان الشيطان ينام لاستراح الناس...
أما الشيطان مع الناس على ثلاثة مناظر: ناس يقول إنه مغلوب بينهم لايستطيع أن يخرجهم من عبادتهم و لايستطيع أن يتركهم في معاصيهم.. وأناس يقول إنه يلعب بهم كيفما شاء ... وأناس يقول إنه لا يجد لهم طريق و لا يقدر عليهم وأسأل الله العظيم أن يجعلني وإياكم منهم.
أما إن سألتم كيف التحصن من الشيطان فأقول:
ذكر الله، واستحضار عظمته،
فإذا ما خلوتَ الدهر يوما **** فلا تقل خلوت و لكن قل علي رقيب
لقد سئل حاتم الأصم: كيف تعرف ربك يا حاتم؟ قال:
من بين ماقال: علمت أن ربي مطلع علي فاستحييت أن يراني على معصية....
أحبتي في الله، ما الشيطان إلا عدو واحد لنا من أعداء أربعة، ولقد جمعهم الإمام الشافعي في قوله:
إني بُليت بأربع يرمينني **** بالنبل عن قوس لهن ضرير
إبليس والدنيا ونفسي والهوى **** أن يفر عن الهوى نِحرير