أقوال في اللسان العربي
جمعها: حمادي الموقت
في البداءة :
جاز لي حد اللغة حسب ما صرح به بعض اللغويين في تآليفهم ومنهم ابن جني الذي قال:" وأما حدها فأصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم". وقد جانَبَه الصواب العلامة ابن خلدون بقوله ""هي عبارةُ المتكلم عن مقصوده ، وتلك العبارة فعل لساني، فلا بد أن تصير ملكة متقررة في العضو الفاعل لها وهو اللسان"" ص546 من المقدمة. لكن عمر عبيد حسنه في تقديمه لكتاب اللغة وبناء الذات (تأليف جماعة من الباحثين) يمنحها وصفا عاما يقول فيه: " فاللغة في البدء والإنتهاء هي الثقافة، وهي الحضارة، وهي العلم، وهي التنمية، وهي التفكير ، وهي التعبير ... هي الشخصية ، بكل قسماتها وسماتها، وذاكرتها، وفلسفتها، ورؤيتها... فاللغة تضعف بضعف الأمة، والأمم تتقهقر وتتأهل للعمالة الثقافية والعلمية بتراجع اللغة وعزلها عن العقل والكتاب والمنهج والمعهد والجامعة والمدرسة والأسرة، والإذاعة و التلفزيون وسائر وسائل الإعلام والإعلان .. التي يُناط به إجراء العمليات والمعادلات والموازنات التفكيرية." ص 9.
ومن هذا أنطلق إلى استعراض ما قيل عن بنت عدنان، لغة الضاد ، ولغة القرآن الذي نزل بلسان عربي مبين.
فأما أول الأقوال، فقول الرسول الأكرم: " من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية فإنه يورث النفاق" أخرجه الحاكم في المستدرك.
R ولقد نبه الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام رحمة الله عليه، منذ وقت مبكر لأثر اللغة ودورها في التفكير وصياغة الشخصية، حيث يقول:" إن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق، والدين، تأثيرا قويا بيناً، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين؛ ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق" مؤكدا أن " نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض ، ولايفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لايتم الواجب إلا به فهو واجب". ومما جاء في كلام الشيخ أيضا قوله:" ومعلوم أن تعلم العربية فرض على الكفاية، وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن، فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي، ونصلح الألسنة المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة الكتاب والسنة والإقتداء بالعرب في خطابها". مجموع فتاوى شيخ الإسلام.
R وقد كتب عمر إلى أبي موسى رضي الله عنهما:" أما بعد: فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن، فإنه عربي".
R وفي حديث آخر عن عمر رضي الله تعالى عنه ، أنه قال:" تعلموا العربية فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم".
R وأما الفرق بين اللغة وعلوم اللغة فيقول عمر عبيد حسنه:"إن اللغة شيء ، وعلوم اللغة شيء آخر، وتعلم علوم اللغة لايعلّم اللغة وإنما يحمي اللغة، فللغة أساليب لتعلمها وتعليمها... ذلك أن الهدف الأساس لتعليم العربية وتعلمها هو إكساب المتعلم القرة على الإتصال اللغوي الواضح السليم المبين". ص19 من كتاب: اللغة وبناء الذات.
R و العلامة ابن خلدون في مقدمته وهو يستعرض الحديث عن علم النحو وأفضلية اللسان العربي عن باقي الألسنة في التعبير عن مقاصدها وذكر علة فساده وعلة وجود علم النحو يقول: "... وكانت الملكة الحاصلة للعرب من ذلك أحسن الملكات وأوضحها إبانة عن المقاصد لدلالة غير الكلمات فيها على كثير من المعاني من المجرور أعني المضاف ومثل الحروف التي تُفضي بالأفعال إلى الذوات من غير تكلفِ ألفاظ أخرى وليس يوجد ذلك إلا في لغة العرب. وأما غيرها من اللغات فكل معنى أو حال لابد له من ألفاظ تخصه بالدلالة ولذلك نجد كلام العجم من مخاطباتهم أطول مما تقدره بكلام العرب. وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم :" أوتيت جوامع الكلم، واختُصر لي الكلام اختصارا" فصار للحروف في لغتهم والحركات والهيئات أي الأوضاع اعتبارٌ في الدلالة على المقصود غير متكلفين فيه لصناعة يستفيدون ذلك منها إنما هي ملكة في ألسنتهم يأخذها الآخِر عن الأول كما تأخذ صبياننا لهذا العهد لغاتنا . فلما جاء الإسلام وفارقوا الحجاز لطلب المُلك الذي كان في أيدي الأمم والدول وخالطوا العجم تغيرت تلك الملكة بما ألقى إليها السمعُ من المخالفات التي للمستعربين والسمع أبو الملكات اللسانية ففسدت بما ألقي إليها مما يُغايرها لجنوحها إليه باعتياد السمع. وخشي أهل العلوم منهم أن تُفسد تلك الملكة رأسا ويطول العهد بها فينغلق القرآن والحديث على المفهوم، فاستنبطوا من مجاري كلامهم قوانين لتلك الملكة مطردة شبه الكليات والقواعد يقيسون عليها سائر أنواع الكلام ويُلحقون الأشباه بالأشباه مثل أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب والمبتدأ مرفوع ثم رأوا تغير الدلالة بتغير حركات هذه الكلمات فاصطلحوا على تسميته إعرابا وتسمية الموجب لذلك التغيّر عاملا...". ص 546.
R أدرج نور الدين بليبل في كتابه: الأرتقاء بالعربية في وسائل الإعلام، قولا للعالم اللغوي إرنست رينان Ernest Reanan وهو يتحدث عن اللغة العربية قائلا:" إن اللغة العربية بدأت فجأة على غاية من الكمال، وأن هذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، وصعب تفسيره، وقد انتشرت هذه اللغة سلسة أي سلاسة، غنية أي غنى، كاملة لم يدخل عليها منذ ذلك العهد إلى يومنا هذا أي تعديل مهم، فليس لها طفولة ولاشيخوخة، إذ ظهرت أول مرة تامة مستحكمة". ص52.
R أما الشيخ محمد الغزالي في كتابه : الدعوة الإسلامية تستقبل قرنها الخامس عشر، فينظر إلى اللغة العربية من منظور ديني قائلا :" فلغة الرسالة الخالدة، يجب أن تتبوأ مكانة رفيعة لدى أصحابها، ولدى الناس أجمعين، فإن الله باختياره هذه اللغة وعاء لوحيه الباقي على الزمان، قد أعلى قدرها وميزها على سواها" ويقول أيضا:" والواقع أن اللغة العربية مهاد القرآن الكريم وسياجه، فإذا تضعضعت وأقصيت عن أن تكون لغة التخاطب والأداء ولغة العلم والحضارة أوشك القرآن نفسه أن يوضع في المتاحف". ص 157.
R وعن أهمية اللغة الوطنية في تحقيق التنمية والتقدم الحضاري يقول مصطفى محسن في كتابه: التعريب والتنمية:" لم يسجل التاريخ قط أن أمة حققت التنمية والتقدم الحضاري الحقيقي بلغة غيرها من الأمم " ويؤكد قائلا: إن" اللغة الوطنية هي أس التنمية ودعامتها، وانه لايمكن –كما تؤكد ذلك دروس التاريخ العيني الملموس – توقع أي إنماء أو تحديث تربوي، أو علمي، أو ثقافي، أو اقتصادي ، أو اجتماعي شامل، إلا باعتماد هذه اللغة الوطنية أداة رئيسة للتعليم، والتكوين، والبحث العلمي، والتواصل الثقافي، وتدبير شؤون المجتمع.... وهكذا ، فقد أصبح جليا أن العالم لن يستمع إلى أمة تتحدث بلسان غيرها – كما قال الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران لشعبه المتعلم في تحذيره له من طغيان اللغة الإنجليزية- يضاف إلى ذلك أن العلم والتكنلوجيا لن يستنبتا على الأرض العربية إلا باللسان العربي". ص75.
R وأما العالم والمستشرق الألماني برولكمن فقال عنها:" تعد اللغة العربية من أرقى اللغات السامية تطورا من حيث تركيبات الجمل، ودقة التعبير. أما المفردات فهي فيها غنية غنى يسترعي الإنتباه، ولابد فهي نهر تصب فيه الجداول من شتى القبائل".
R يقول عبد الرحيم بودرع في مقال له بعنوان: غربة الكلمة في زمن الغربة:"ما زال اللسان في كل أمة جلاء الأذهان وصقل الخواطر وديوان الأخبار والآثار. وإن لسان العرب المبين، من أبين الأسنة دلالة، وأوسعها معجما، وأذهبها في فنون القول والبلاغة وصنوف البيان والفصاحة، مما خدم الكتاب المنزل، وكلام النبي المرسل، وكان عونا على فهمهما". ص 27 من كتاب: اللغة وبناء الذات.
R قال شمس الدين ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله :" وإنّما يعرف فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب ، فعرف علم اللغة وعلم العربية ، وعلم البيان ، ونظر في أشعار العرب وخطبها ومقاولاتها في مواطن افتخارها ، ورسائلها ... " الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص 7
R وعودة إلى شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله فإنه قال:" فإنّ اللسان العربي شعار الإسلام وأهله ، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون " اقتضاء الصراط المستقيم ص 203
R وقال أيضا :" وما زال السلف يكرهون تغييرَ شعائرِ العربِ حتى في المعاملات وهو التكلّم بغير العربية إلاّ لحاجة ، كما نصّ على ذلك مالك والشافعي وأحمد ، بل قال مالك مَنْ تكلّم في مسجدنا بغير العربية أُخرِجَ منه ) مع أنّ سائر الألسن يجوز النطق بها لأصحابها ، ولكن سوغوها للحاجة ، وكرهوها لغير الحاجة ، ولحفظ شعائر الإسلام " الفتاوى 32/255
R وقال مرة :" اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً ، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين ، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية ، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب " اقتضاء الصراط المستقيم ص 207
R وقال في مناسبة أخرى :" معلومٌ أنّ تعلمَ العربية وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية ، وكان السلف يؤدّبون أولادهم على اللحن ، فنحن مأمورون أمرَ إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظ القانون العربي ، ونُصلح الألسن المائلة عنه ، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنّة ، والاقتداء بالعرب في خطابها ، فلو تُرك الناس على لحنهم كان نقصاً وعيباً " الفتاوى 32/252
R ونقل شيخ الإسلام عن الإمام أحمد كراهة الرَطانةِ ، وتسميةِ الشهورِ بالأسماءِ الأعجميّةِ ، والوجهُ عند الإمام أحمد في ذلك كراهةُ أن يتعوّد الرجل النطقَ بغير العربية .
R قال مصطفى صادق الرافعي رحمه الله :" ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ ، ومن هذا يفرض الأجنبيّ المستعمر لغته فرضاً على الأمّة المستعمَرة ، ويركبهم بها ، ويُشعرهم عظمته فيها ، ويستلحِقهم من ناحيتها ، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً في عملٍ واحدٍ : أمّا الأول فحَبْس لغتهم في لغته سجناً مؤبّداً ، وأمّا الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً، وأمّا الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها ، فأمرُهم من بعدها لأمره تَبَعٌ " وحي القلم 3/33-34
R قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله :" لا بُدّ في تفسير القرآن والحديث من أن يُعرَف ما يدلّ على مراد الله ورسوله من الألفاظ ، وكيف يُفهَم كلامُه ، فمعرفة العربية التي خُوطبنا بها ممّا يُعين على أن نفقه مرادَ اللهِ ورسولِه بكلامِه ، وكذلك معرفة دلالة الألفاظ على المعاني ، فإنّ عامّة ضلال أهم البدع كان بهذا السبب ، فإنّهم صاروا يحملون كلامَ اللهِ ورسولِه على ما يَدّعون أنّه دالٌّ عليه ، ولا يكون الأمر كذلك " الإيمان ص 111
R وذكر الإمام الشافعي أَنّ على الخاصَّة الّتي تقومُ بكفاية العامة فيما يحتاجون إليه لدينهم الاجتهاد في تعلّم لسان العرب ولغاتها ، التي بها تمام التوصُّل إلى معرفة ما في الكتاب والسُّنن والآثار ، وأقاويل المفسّرين من الصحابة والتابعين، من الألفاظ الغريبة ، والمخاطباتِ العربيّة ، فإنّ من جَهِلَ سعة لسان العرب وكثرة ألفاظها ، وافتنانها في مذاهبها جَهِلَ جُملَ علم الكتاب ، ومن علمها ، ووقف على مذاهبها ، وفَهِم ما تأوّله أهل التفسير فيها ، زالت عنه الشبه الدَّاخلةُ على من جَهِلَ لسانها من ذوي الأهواء والبدع.
R قال المستشرق المجري عبد الكريم جرمانوس :" إنّ في الإسلام سنداً هامّاً للغة العربية أبقى على روعتها وخلودها فلم تنل منها الأجيال المتعاقبة على نقيض ما حدث للغات القديمة المماثلة ، كاللاتينية حيث انزوت تماماً بين جدران المعابد .ولقد كان للإسلام قوة تحويل جارفة أثرت في الشعوب التي اعتنقته حديثاً ، وكان لأسلوب القرآن الكريم أثر عميق في خيال هذه الشعوب فاقتبست آلافاً من الكلمات العربية ازدانت بها لغاتها الأصلية فازدادت قوةً ونماءً .والعنصر الثاني الذي أبقى على اللغة العربية هو مرونتها التي لا تُبارى ، فالألماني المعاصر مثلاً لا يستطيع أن يفهم كلمةً واحدةً من اللهجة التي كان يتحدث بها أجداده منذ ألف سنة ، بينما العرب المحدثون يستطيعون فهم آداب لغتهم التي كتبت في الجاهلية قبل الإسلام " . الفصحى لغة القرآن أنور الجندي- ص301.
R قال المستشرق الألماني يوهان فك ""إن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة ، وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية والإسلامية رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية ، لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر ، وإذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائل فستحتفظ العربية بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية" ( الفصحى لغة القرآن - أنور الجندي ص 302)
R قال جوستاف جرونيباوم :" عندما أوحى الله رسالته إلى رسوله محمد أنزلها " قرآناً عربياً " والله يقول لنبيّه " فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لدّاً " وما من لغة تستطيع أن تطاول اللغة العربية في شرفها ، فهي الوسيلة التي اختيرت لتحمل رسالة الله النهائية ، وليست منزلتها الروحية هي وحدها التي تسمو بها على ما أودع الله في سائر اللغات من قوة وبيان ، أما السعة فالأمر فيها واضح ، ومن يتّبع جميع اللغات لا يجد فيها على ما سمعته لغة تضاهي اللغة العربية، ويُضاف جمال الصوت إلى ثروتها المدهشة في المترادفات .
وتزيّن الدقة ووجازة التعبير لغة العرب ، وتمتاز العربية بما ليس له ضريب من اليسر في استعمال المجاز ، وإن ما بها من كنايات ومجازات واستعارات ليرفعها كثيراً فوق كل لغة بشرية أخرى ، وللغة خصائص جمّة في الأسلوب والنحو ليس من المستطاع أن يكتشف له نظائر في أي لغة أخرى، وهي مع هذه السعة والكثرة أخصر اللغات في إيصال المعاني ، وفي النقل إليها ، يبيّن ذلك أن الصورة العربية لأيّ مثل أجنبيّ أقصر في جميع الحالات ، وقد قال الخفاجي عن أبي داود المطران - وهو عارف باللغتين العربية والسريانية - أنه إذا نقل الألفاظ الحسنة إلى السرياني قبُحت وخسّت ، وإذا نُقل الكلام المختار من السرياني إلى العربي ازداد طلاوةً وحسناً ، وإن الفارابي على حقّ حين يبرّر مدحه العربية بأنها من كلام أهل الجنّة ، وهو المنزّه بين الألسنة من كل نقيصة ، والمعلّى من كل خسيسة ، ولسان العرب أوسط الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً " . ( الفصحى لغة القرآن - أنور الجندي ص 306)
R ويقول العـلامة اللغوي ناصـر الدين الاسـد وزيـر التعليم العالي في الاردن سـابقـا: ويـعلم الله كم انا معـجب باللغة العربية -لغـة الضـاد- ومقدار حبي لها ولعلي لا اجد تعبيراً لائقاً سوى قول الشاعر:
لو لم تـكـن لغـة الضـاد هي المنى *** لكسـرة اقـلامي وعفة مدادي
لـــغـة إذا وقــعـة على الاســـماعـي *** كــانـــت بـرد على الاكبــادي
R Ã ومن جهتي أقول:"إن من أدمن الحديث بلغة غيره أدمن التفكير بعقله، ومن أدمن التفكير بعقل غيره ، انسلخت منه كينونته ووجوده وهويته، وعاد تابعا لامتبوعا، فقيرا لا غنيا، مُعدما عاريا يبلع ما لاكه غيره، ويطعم مما صنعه غيره، ويستتر بما حاكه غيره ...".
à وقد سمعت من شيخي الفاضل محمد حسان في إحدى محاضراته على قناة الرحمة ما قوله : رغب جماعة من العلماء الروس في طمر نفايات نووية لا يمكن تحللها واكتشافها إلا بعد 500 عام، ولكي يُخبروا من سيأتي بعدهم بهذا الأمر، قرروا كتابة لافتات ترشدهم إلى وجود نفايات نووية في المكان المعلوم - ومع علمنا أن كل عام تموت لغات وتضمحل – بحثوا عن اللغة التي تسطيع أن تبقى حية صامدة إلى ذاك الزمن، فلم يجدوا سوى لغة القران: اللغة العربية يكتبوا بها هذه الإرشادات.
وفي المختتم:
أخي الغيور أهدي لك هذه الأترجات من فيه العدنان الذي قال يوما كالمودع:" أنا محمد النبي و لانـبي بعدي، أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه..."مسند أحمد. فقد قال مثلا لوافد همدان، لما وفد عليه ذو المشعار الهمداني مالك بن نمط:" إن لكم فِراعها (ما ارتفع من الأرض) ووهاطها (ما انخفض من الأرض) وعزازها، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ، يأكلون علافها، ويرعون عفاءها (ما ليس لأحد فيه ملك)، لنا من دفئهم وصِرامهم (القطع من النخل)، ما سلموا بالميثاق والأمانة، ولهم من الصدقة الثِلْب (الجمل الهرم) والناب (الناقة الهرم) والفصيل والفارض(البقرة المسنة) والداجن والكبش الحوَري (كبير الغنم)، وعليهم فيها الصالغ (ما كَمُل من البقر والغنم) والقارح (الفرس الذي دخل في الخامسة)".
|